ممنوع من السفر.. ممنوع من الكلام

قام امن النظام بمطار القاهرة أمس بمنع الزميل حسن عبدالله أمين إتحاد الشباب التقدمي بشمال سيناء من السفر إلي لبنان للمشاركة في فعاليات مؤتمر عن المقاومة في فلسطين ولبنان ممثلا لإتحاد الشباب التقدمي بدعوة من إتحاد الشباب الديمقراطي والذي تبدأ فعالياته اليوم.

منع حسن عبدالله من السفر أول خطوة لمنعه من الكلام.. وإليكم كلمته التي كان سيتلوها في هذه الفاعلية في لبنان.
تراجع المقاومة والرأسمالية
إننا نرى أنـه لا مقاومة للنـهاية ولا معارضة للنـهاية إن كانت هذه وتلك رأسمالية الطابع ـ لماذا؟!
لأن مصالحها ستتقاطع داخلياً مع الفئات الرأسمالية الأخرى مما سيجعلها تتخلى عن الجذرية والثورية متجهة إلى المواقف الوسط بين الحاكم والشعب
وما أدراك ما الوسط في المواقف الحاسمة التي تتطلب الانحياز الكامل للشعب.. إن الوسط هذا لهو أكثر عذابا للشعوب من أي شيء أخر.
إنني أقول هذا لأن التحديات والخيارات الداخلية للمقاومة.. أي مقاومة.. هي المعيار الأساسي في الاستمرار أو التراجع …
بل أن ذلك له اتصال بطبيعة من نقاوم فإسرائيل مثلا يجب ألا نعترف بـها نحن كشعوب هذا من بديهيات المقاومة بالنسبة لنا.. .. ولكن لا نعترف بـها على أنها ماذا؟!.. إننا نرى أنه يجب ألا نعترف بـها ككيان مزروع وإنتاج الاستعمار الغربي الرأسمالي.. وهو نفسه أي هذا الكيان ضمير هذا الاستعمار الرأسمالي.. واكرر الرأسمالي
وهذا مرتبط بالخيارات الداخلية لأن كل حكامنا على اختلاف أشكال حكمهم رأسماليون.. بل إن دولنا كلها هي دول انتقالية “منذ تأسيس إسرائيل” مطلوب منـها أن تحدد علاقاتـها باستمرار على أساس رأسمالي مع إسرائيل، وهذا يتطلب خيارات داخلية مع الحكام الرأسماليين، وخيارات خارجية على أساس أن إسرائيل هي وكيلة الرأسمالية العالمية..
إن لم يتم تحديد مواقف المقاومة على هذه الأرضية سوف تتحول هذه المقاومة للحكم قبل التحرير ( كما في غزة مثلاً والضفة).. أو سوف تَحْرِف وتشتت الجهود بخلق عدو أخر غير الاحتلال كما حدث في العراق ( بجعل إيران هي العدو الأول لبعض الفصائل قبل أمريكا ) .. أو التيه في الطائفية الداخلية التي هي وجه لليبرالية المتوحشة (كما هنا في لبنان ) أو الانحياز للخصخصة كما الحال في ( سوريا )
كل ذلك لن يجعل المقاومة تستمر بل لن تصبح مقاومة.. إنما ستتحول القوات العسكرية إلى أداه للمنافسة على الحكم مع باقي الفئات الرأسمالية.
أقول هذا وأنا اعرض معركتنا هناك في سيناء مع الجدار الفولاذي الذي هو ليس مجرد منع الاتصال مع إخوتنا الفلسطينيين بل أيضاً هو لتواصل نظامنا الحاكم مع عدونا الصهيوني..
فلأول مرة في تاريخنا يكون هناك اتصال اليكتروني مع وحدات دفاع العدو الصهيوني سواء طيران أو غيره وهذا اخطر كثيرا من أي دور أخر، وذلك يتناغم مع توريد غازنا الطبيعي لعدونا الصهيوني ولا أقول تصديره.. حيث أن المسئول عن تصديره شركة مصرية صهيونيه مشتركة، وما يدفع لقاء غازنا ليس إلا مجرد رسوم (دولا ر ونصف ) أي اقل من سعر تكلفة إنتاجه.. ذلك يثبت أن إمداد إسرائيل بالغاز هو إمداد مجاني..
يحدث هذا مع حرماننا نحن أبناء سيناء من الاعتداد بملكية أرضنا قانوناً، ونحن نوقن بأن ذلك مربوط بتوطين جديد للفلسطينيين في سيناء..
نحن بالطبع نتمنى استمرار الاتصال بإخواننا في غزة وفلسطين، ولكن ليس كترانسفير على حساب فلسطين وعلى حساب عدائنا لإسرائيل..
إن السلام الحادث هو سلام الأنظمة مع إسرائيل فقط ولكن عسكرها مازال لنا ولكنني أعود وأقول إن التحدي الحقيقي والجدار الحقيقي الذي يمنع الجميع عن فلسطين وعن مقاومة عدونا الأساسي إنما هو سياسة الداخل في كل بلد من بلاد الطوق والمواجهة..
إنني أتذكر احد بياناتنا في سيناء وقت الحرب على غزه وكان بعنوان ” العار 6 ” كان سادس بيان بعنوان النصر والعبرة اشرنا فيه إلى رغبة أمريكا في أن يكون كل شعب ( بيتك بيتك ) أي فرض إسرائيل على دول الطوق..
أن تتعامل كلٍ منـها منفردة مع الكيان الصهيوني “إسرائيل” كأمر واقع.. بالقوة.
فهذا ما حدث لمصر عقب حرب 73، وأردوا أن يفعلوه مع لبنان بالقرار 1701 والذي نحيى الحزب الشيوعي اللبناني على رفضه لهذا القرار ـ وكذلك هذا ما يردونه من غزة وحماس بالتحديد أن يتعاملوا منفردين مع الكيان الصهيوني..
ولقد قلنا في فاعليتنا منذ بدء انتفاضة فلسطين بأنه يجبان تتحول الانتفاضة إلى ثورة، وبعد انتصار المقاومة دعونا حماس والمقاومة بأن لا يتم ابتزازهم باسم الوحدة الوطنية..هذا الذي استنفذ قضية فلسطين منذ بدء الصراع.
فطالما نقول أن نظام الضفة الغربية هو نظام دايتون فلماذا الحرص على هذه الوحدة الوطنية الزائفة معه..
إننا في سيناء نناضل بالطبع ضد جدار الاتصال مع إسرائيل أكثر منـه جدار الغزل عن غزة.. لأننا لن نُعْزَل عن إخوتنا.. لكنني احذر من توهان حركات المقاومة وتقاطعها في بلدانـها داخليا مع مصالح الطبقات البرجوازية الحاكمة التي سوف تنـهى المقاومة وسوف تخلق جدارا أكثر خطورة…
وهذا هو الدور الحقيقي لليسار الحقيقي التيار الوحيد الذي يجمع بين الثورية الداخلية ضد أعوان الاستعمار والثورية الوطنية ضد الاستعمار نفسه..
إن هذا بالتحديد ما تحتاجه دول المقاومة ونحن منـها أن تصبح المقاومة ثورية داخلياً ووطنياً أمام العدو..
إن البرجوازيات الحاكمة والرأسمالية هي الجدار الحقيقي الذي سوف يعزلنا الفترة القادمة عن فلسطين وسوف يستنزف المقاومة إن لم ننتبـه إلى هذه الخية.
وبهذه المناسبة لا يمكن أن نذكر المقاومة دون ذكر الشهداء العظام ولكننا نريد أن نركز على من تم اغتياله منهم مثل القائد العظيم عماد مغنيه والشهيد جهاد جبريل فلماذا لا يتم الاهتمام بفتح باب التحقيق في اغتيالهم فهم كمقاومين عظام نرى التحقيق الدقيق في اغتيالهم إن لم يكن أهم بما لا يقارن من اغتيال الحريرى فعلى الأقل يكون على نفس درجه الأهمية… أن خطا هؤلاء المقاومين العظام هي ما نحتاج أن نستمر في السير عليه وإنني أؤكد أخيرا في الفترة القادمة أكثر من أي وقت مضى المقاومة والرأسمالية فكرا وممارسه وحكما لن يجتمعان ولن تعود المقاومة عن تراجعها إلا بعوده اليسار لمكانه الطبيعي في طليعة المقاومة على الأقل في دول المواجهة على حدود فلسطين … القدس قبله جهادنا وطريق تحرير بلادنا من الاستعمار وأتباعه من حكام الرأسمالية الصهاينة عربا ويهود.