سيناء التي نريد..

إنها الدعوة التي أطلقها حزبنا “التجمع” منذ أكثر من عام من خلال اللجنة الشعبية لحقوق المواطن، ولم نترك مجال أو مكان أو فاعلية في مصر كلها إلا وأطلقنا فيها هذه الدعوة لتعرف مصر كلها بإعلامها.. وقواها الحية السياسية منها والاجتماعية ما هو واقع حياة أبناء سيناء وما هي همومهم ومطالبهم انطلاقاً من أن سيناء كبوابة مصر وأمنها وأمانها ـ كما يقولون ـ يجب أن تكون مسئولية كل مصر وليس أبناءها فقط، وحتى ننقل الصورة الحقيقية لما نعانيه دون كذب أو خداع من أصحاب مصالح خاصة أو منافقين سواء للسلطة أو المال الذين يستسهلون نقل الصورة المغلوطة التي تفصل أبناء سيناء عن باقي وطننا الحبيب.
وتأكيداً منا أن معركة الانتخابات القادمة نخوضها بنفس مبادئنا التي تعرفونها عنا في الشارع والحي والقرية وكل مكان تجدونا به وسطكم.. فإننا نكرر دعوتنا لمؤتمر قوميٍ تمثل فيه كل منطقة في سيناء وتمثل فيه كل القوى السياسية المصرية تحت عنوان ” سيناء التي نريد” نؤكد فيه مطالبنا كجزء من المطالب الوطنية المصرية إن لم تكن كلها.. فما هي الوطنية المصرية واقعياً سوى سيناء، فإن لم تكن سيناء وأهلها آمنين لن تكون مصر كلها آمنة.. فأمن مصر كلها يبدأ من سيناء ـ هذا ما يقوله التاريخ ـ فكيف تكون سيناء آمنة وأبناؤها غير آمنين ليس فقط من سيل الاعتقالات التي طالتهم في الفترة الماضية ( منذ سنوات ) غير منضبطة بأي قانون ولا ندري إلى متى… بل أيضاً بالحياة غير الآمنة بغياب حقوق المواطن الأخرى مثل المياه والعمل والعلاج والتعليم المجاني والسكن وتمليك الأرض، فكيف يكون أمان المواطن بلا كل هذه الحقوق وأولها العدل.. كيف يتم معاملة سيناء التي لم تعمر منذ عهد الفراعنة كما لو أنهم مليونيرات.. لا حياة إلا لمن يدفع أكثر وهذا ما نراه في كل حقوقنا.. المياه التي يريدوننا دفع ثمناً لها .. العلاج الذي اختفى إلا لمن يدفع أو يسافر إلى القاهرة ليدفع أيضاً.. التعليم الذي أصبح أغلبه خاص جامعات ومدارس ومعاهد بألوف مؤلفة.. السكن الذي يخضع لمشاريع التقسيم الخاصة دون أي تدخل من الدولة.. الأرض التي لم نحصل للآن على الاعتراف بملكيتها.. الزراعة والصيد اللذان لا نجد عوناً أو رائحة إعفاءات من قروضها التجارية العالية الفائدة الخاصة بعد ندرة مياه الري وتوقف مياه ترعة السلام وانتهائها لمزارع سمكية لم يحصل الأهالي منها على شيء.
وأخيراً غازنا الطبيعي الذي نحرم منه مجاناً ويتاح إلى إسرائيل بأقل من تكلفته.
أي عقل يقول أن الدولة تعترف بسيناء بهذا الشكل كجزء هام من الوطن رغم أنها أساس الوطنية نفسها.
هذه هي سيناء التي نريد.. نريدها تتحقق بالفعل.. أنها جزء من الوطن وإنها أساس الوطنية.. وهذا لن يتحقق دون حقوقنا:
في العمل.. في المياه المجانية للشرب الري.. في التعليم المجاني في كل مراحله.. في العلاج المجاني بزيادة المستشفيات وزيادة إمكاناتها.. في تمليكنا الأرض خاصة مزارعنا ومساكنا.. وبمشاريع تخطيط حكومية وليست خاصة فقط.. بالمعاملة المدنية وليست العسكرية والأمنية لأبناء سيناء ولا حتى العرفية بعد أن سهل شراء العرف سواءً بالمال أو السلطان..
هذه هي سيناء التي نريد